نهضة بركان يُبهر القارة ويُسقط شباب قسنطينة برباعية: خطوة عملاقة نحو نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية
نهضة بركان تكتب فصل جديد من التاريخ:
في أمسية كروية لا تُنسى، كتب نهضة بركان فصلاً جديداً من مجده القاري، بعد فوز كاسح على شباب قسنطينة الجزائري بنتيجة 4-0 في ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية. هذا اللقاء الذي احتضنه الملعب البلدي لبركان يوم الأحد 20 أبريل 2025، لم يكن مجرد مباراة عادية، بل كان عرضاً كروياً راقياً، أبان فيه الفريق البركاني عن علوّ كعبه وقوة شخصيته، واضعاً قدماً ثابتة في النهائي المنتظر.
الضربة الأولى: هدف خاطف أربك حسابات الضيوف
بداية مثالية وأعلى درجات التركيز:
لم تمضِ سوى 14 ثانية على صافرة البداية حتى اهتزت شباك شباب قسنطينة بهدف مباغت أحرزه يوسف ميهري، وسط ذهول دفاع الخصم. هدف سريع أربك كتيبة الفريق الجزائري، وأعطى دفعة نفسية هائلة لأبناء المدرب معين الشعباني الذين دخلوا اللقاء بعزيمة واضحة لتحقيق نتيجة مريحة قبل مواجهة الإياب.
هذا الهدف المبكر لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل تحضيري ذكي، تجلى في قراءة تكتيكية دقيقة لنقاط ضعف الفريق الجزائري، خاصة في الدقائق الأولى التي يكون فيها التركيز الدفاعي هشاً.
التحكم في الإيقاع والسيطرة الميدانية:
نهضة بركان يفرض شخصيته ويكسب معركة الوسط:
بعد الهدف الأول، واصل الفريق المغربي ضغطه المنظّم دون تسرّع، محافظاً على توازن تكتيكي ممتاز بين الدفاع والهجوم. استطاع الثلاثي كامار ، و لبحيري، و لمليوي التحكم في وسط الميدان، مانعين شباب قسنطينة من استعادة توازنهم أو تهديد مرمى الحارس منير المحمدي.
في الدقيقة 21، ترجم نهضة بركان تفوقه الميداني بهدف ثانٍ وقّعه بول فالير باسيني، بعد عمل جماعي رائع. الهدف الثاني أكد تفوّق أصحاب الأرض وعزّز ثقتهم بأنفسهم، في وقت لم يُظهر فيه الفريق الزائر أية ردة فعل تُذكر.
شوط ثانٍ بنفس النسق... ولكن بفاعلية هجومية أكبر:
تنويع في أساليب اللعب وحسم اللقاء:
مع بداية الشوط الثاني، لم يركن نهضة بركان إلى الدفاع، بل واصل اللعب بنفس الحماس والتركيز. المدرب معين الشعباني أظهر مرة أخرى قدراته التكتيكية، حيث أشرك عناصر جديدة للحفاظ على الطراوة البدنية وواصل استغلال الثغرات في دفاع شباب قسنطينة.
الدقيقة 54 حملت معها الهدف الثالث عن طريق المتألق أسامة المليوي، الذي لم يكتفِ بذلك، بل أضاف الهدف الرابع في الدقيقة 90+2، رافعاً رصيده الشخصي إلى 5 أهداف في المسابقة القارية.
أداء جماعي متكامل وتألق فردي بارز:
كتيبة متجانسة وطموح لا يعرف حدوداً:
ما ميّز هذا الانتصار لم يكن فقط النتيجة الثقيلة، بل الطريقة التي تحققت بها. نهضة بركان لعب بروح جماعية عالية، وتمركز ذكي، وانضباط تكتيكي لافت. كل لاعب أدّى دوره باحترافية، بدءاً من الدفاع بقيادة عادل تحيف و عسال ، مروراً بالوسط المحوري ياسين لبحيري، وصولاً إلى الهجوم الناري بقيادة المليوي وميهري.
التناغم بين اللاعبين، والدعم الجماهيري الكبير في المدرجات، شكّلا معاً وصفة سحرية لهذا الانتصار العريض.
نهضة بركان والتحدي التاريخي: هل يعيد الكأس إلى المغرب؟
الطريق إلى النهائي... والعين على التتويج:
بعد هذا الانتصار الكبير، يبدو أن نهضة بركان بات قريباً جداً من بلوغ نهائي كأس الكونفدرالية للمرة الخامسة في تاريخه. الفريق يطمح لاستعادة اللقب الذي توج به في 2020 و2022، وتأكيد مكانته كأحد أبرز ممثلي الكرة المغربية قارياً.
ومع اقتراب مواجهة الإياب المقررة في الجزائر يوم 27 أبريل 2025، فإن الأهم الآن هو الحفاظ على التركيز، وتفادي الوقوع في فخ الثقة الزائدة، خاصة أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ فقط بل بالجاهزية الذهنية والتكتيكية.
تحليل فني: لماذا تفوّق نهضة بركان؟
1. قراءة تكتيكية ممتازة:
الشعباني عرف كيف يُسيّر المباراة منذ الثواني الأولى، ووظّف لاعبيه بذكاء لضرب توازن الخصم.
2. استغلال المساحات:
نهضة بركان ركز على استغلال الأطراف والفراغات خلف ظهيري شباب قسنطينة، مما أثمر عدة فرص خطيرة تُرجمت إلى أهداف.
3. الفعالية الهجومية:
بكل بساطة، الفريق المغربي كان يعرف ماذا يريد، ووصل للمرمى بـ10 تسديدات، منها 7 مؤطرة، و4 أهداف.
الأسئلة الشائعة (FAQ):
هل حسم نهضة بركان تأهله للنهائي بعد الفوز 4-0؟
رغم أن النتيجة كبيرة، إلا أن التأهل لم يُحسم بعد رسمياً. تبقى مباراة الإياب حاسمة، ويجب التعامل معها بجدية لتفادي أي مفاجآت.
من هو نجم المباراة؟:
أسامة المليوي بلا شك، بتسجيله هدفين ورفعه رصيده إلى 5 أهداف في المسابقة، كان من أبرز صانعي الحدث.
ما هي نقاط ضعف شباب قسنطينة في المباراة؟
الضعف في التمركز الدفاعي، بطء التحولات، والارتباك في بناء الهجمة كانت أبرز نقاط ضعف الفريق الجزائري.
متى تُجرى مباراة الإياب؟
تُقام مباراة الإياب يوم 27 أبريل 2025 في الجزائر، على ملعب الشهيد حملاوي.
هل نهضة بركان مرشح للفوز بكأس الكونفدرالية؟
نعم، بالنظر إلى أدائه الحالي، وخبرته في البطولة، ونهجه التكتيكي المتوازن، يعتبر أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب.
نهضة بركان... قصة نجاح تُروى:
ما حققه نهضة بركان أمام شباب قسنطينة ليس مجرد فوز ثقيل، بل درس كروي في الإصرار والطموح والاحترافية. الفريق المغربي أثبت أنه من طينة الكبار، لا يهاب التحديات، ويعرف كيف يصنع المجد بعرق لاعبيه وحنكة مدربه ودعم جماهيره.
ومع اقتراب موعد الإياب، تترقب جماهير الكرة الإفريقية لحظة الحسم، حيث سيكون نهضة بركان على بعد 90 دقيقة من كتابة صفحة جديدة في تاريخه... صفحة عنوانها: نحن هنا، من أجل المجد.
أكتب تعلقيك هنا إن كان لديك أي تسائل عن الموضوع