وزارة الداخلية تُثير الجدل بقرارات إلغاء مأذونيات سيارات الأجرة (الدورية رقم 750)

إلغاء المأذونيات بعد وفاة أصحابها: الدورية رقم 750 تثير جدلاً واسعاً بين المهنيين:

أثارت الدورية رقم 750 الصادرة عن وزارة الداخلية، والتي تنص على إلغاء رخص استغلال المركبات (المأذونيات) بعد مرور 6 أشهر من وفاة صاحبها في حال عدم تحويلها إلى ذوي حقوقه، جدلاً واسعاً في قطاع النقل بالمغرب. هذا القرار جاء ليعيد النقاش حول مكتسبات المهنيين ومستقبل السائقين المعتمدين على هذه الرخص كمصدر دخل رئيسي.

محتوى الدورية رقم 750 وتأثيرها على المهنيين: 

تنص الدورية رقم 750 على إلغاء المأذونية إذا لم يتم تحويلها إلى ذوي حقوق صاحبها خلال 6 أشهر من تاريخ وفاته. في هذا السياق، تراجعت الوزارة عن التدابير التي كانت قد أقرتها في الدورية رقم 444، والتي هدفت إلى تكريس استمرارية العلاقة التعاقدية بين صاحب المأذونية والمستغل.

ومن بين الإشكالات التي تطرحها الدورية، أن فئات مثل الأحفاد والأخوات لا تُعتبر ضمن ذوي الحقوق الذين يمكنهم استغلال المأذونية بعد وفاة صاحبها، مما يهدد الكثير من السائقين المهنيين بفقدان مصدر رزقهم.

مطالب بتحويل المأذونية إلى السائق المهني:

صرح أحد الفاعلين النقابيين بأن السائقين المهنيين، الذين يعتبرون الأكثر دراية بتحديات القطاع، يجب أن يُمنحوا الأولوية في استغلال المأذونيات بعد وفاة أصحابها دون خلف شرعي. وأضاف أن هذا المقترح سيضمن استمرارية القطاع ويحمي حقوق السائقين الذين يعتمدون على المأذونيات كمصدر دخل.

أعباء مالية تفاقم الأزمة:

أشار المصدر النقابي إلى أن العديد من السائقين المهنيين الذين يواجهون خطر فقدان المأذونيات ما زالوا مطالبين بسداد أقساط القروض المتعلقة بتجديد أسطول المركبات. كما أن الدعم الذي حصل عليه بعضهم لتجديد سياراتهم يمنعهم من بيع المركبة أو تفويتها قبل مرور 4 سنوات من تاريخ تلقي الدعم، وإلا تعرضوا لغرامة شهرية تصل إلى 700 درهم.

غياب الحوار يزيد الوضع تعقيداً:

أكد النقابي أن غياب الحوار بين وزارة الداخلية والتنسيقيات النقابية يزيد من تعقيد الأزمة. وشدد على أن إغلاق قنوات التواصل بين الطرفين يحرم المهنيين من فرصة تقديم اقتراحات لحلول بديلة، ويضعهم أمام قرارات قد تؤثر سلباً على مستقبلهم المهني والاجتماعي.

دعوات لمراجعة الدورية 750 وضمان حقوق المهنيين: 

طالب المهنيون وزارة الداخلية بمراجعة الدورية رقم 750، بما يضمن حقوق السائقين ويحقق العدالة في توزيع المأذونيات بعد وفاة أصحابها. ودعا النقابيون إلى إشراكهم في صياغة القرارات المتعلقة بالقطاع، مع التأكيد على أهمية تحويل المأذونية إلى السائق المهني في حال غياب الخلف الشرعي لصاحبها.

خاتما:

تأتي الدورية رقم 750 في سياق محاولة تنظيم قطاع النقل، لكنها أثارت تساؤلات حول تأثيرها على السائقين المهنيين ومستقبلهم. ومع استمرار غياب الحوار، يبقى مستقبل المهنيين مهدداً وسط دعوات لإيجاد حلول عادلة ومتوازنة تضمن حقوقهم وتعزز استقرار القطاع.